أظهرت نتائج الاستطلاع الأخير الذي أجرته مؤسسة "ستاسيس" للإحصائيات، ومقرها واشنطن، أن حوالي 76 في المائة من الشعب الإيراني يعتقد أن الشباب في إيران لا يرون لأنفسهم مستقبلًا ناجحًا، وتبلغ هذه النسبة 82 في المائة بين الفئة العمرية 18-29 عامًا.
ووفقا للاستطلاع الذي أجرته المؤسسة، فإن 68 في المائة من المواطنين الإيرانيين بشكل عام، و77 في المائة من المشاركين في الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما، يتفقون مع العبارة القائلة بأن "الشباب الإيرانيين يفضلون الهجرة والعيش خارج إيران بدلا من بلدهم".
يذكر أن مقر شركة "ستاسيس" لتحليل البيانات، يقع في العاصمة الأميركية واشنطن.
والغرض من إجراء استطلاعات الرأي هو قياس الرأي العام للشعب الإيراني في أمور مثل: الانتخابات، أو مدى الرضا أو عدم الرضا عن أداء المسؤولين الحكوميين، وخاصة الرئيس، أو شعبية أو عدم شعبية الشخصيات الشهيرة، واستخدام وسائل الإعلام الإخبارية والشبكات الاجتماعية، والشؤون الجارية في البلاد.
وتؤكد نتائج الاستطلاع، الذي أجرته هذه المؤسسة حول مدى استعداد الشعب الإيراني للهجرة من البلاد، التقارير المختلفة التي نُشرت في السنوات الأخيرة حول هجرة الإيرانيين، وخاصة طبقة النخبة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أعلنت صحيفة "فايننشال تايمز"، نقلاً عن إحصائيات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أنه بين عامي 2020 و2021، حققت إيران أسرع نمو في معدل الهجرة إلى الدول الغنية في العالم، مع زيادة قدرها 141 في المائة.
وبحسب هذه الصحيفة، ارتفع عدد المهاجرين الإيرانيين من 48 ألف شخص عام 2020 إلى 115 ألفا، عام 2021.
كما سبق أن أعلن مرصد الهجرة الإيراني، في إشارة إلى الزيادة الحادة في طلبات الإيرانيين للحصول على اللجوء أو تأشيرات العمل والدراسة في الخارج خلال السنوات الأخيرة، أن إيران تمر بمرحلة "الهجرة الجماعية غير المنضبطة".
ويذهب المهاجرون الإيرانيون عادة إلى أميركا، وأستراليا، وكندا، وأوروبا، لكن التطور المستمر للدول المجاورة في المنطقة الخليجية جعل الدول العربية، كالإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان، وجهة جاذبة للباحثين عن عمل.
وبحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة، أصبحت تركيا أيضًا وجهة مرغوبة للمهاجرين الإيرانيين في السنوات الأخيرة.
تدخل النظام في الحياة الخاصة للشباب
ومن بين الأمور الأخرى التي تم التساؤل عنها في استطلاع مؤسسة "ستاسيس"، هو ما إذا كانت سلطات النظام الإيراني تحد من حرية الشباب في حياتهم الخاصة أم لا؟
وقد أجاب 48 في المائة من أفراد العينة بالإيجاب على هذا السؤال، فيما يعتقد 41 في المائة أن مثل هذا التدخل لا يحدث.
ومن بين الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة أجاب 61 في المائة على هذا السؤال بالإيجاب، وعارضه 34 في المائة فقط.
يذكر أن نظام الجمهورية الإسلامية ومنذ بداية تأسيسه فرض قيودًا شديدة على الحريات الفردية في إيران من خلال إقرار قوانين مثل "الحجاب الإجباري".
قمع النظام للشباب
وخلال السنوات الأخيرة، احتجت منظمات وناشطون حقوقيون مرارا ضد عمليات القمع في هذا المجال، بما في ذلك اعتقال الشباب من قبل دورية شرطة الأخلاق.
ويعد حظر استهلاك المشروبات الكحولية، وحظر الحفلات المختلطة، والقيود على نوع الملابس الشبابية من بين تدخلات النظام في حياة الشباب بإيران.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، أعلن سعيد فراهاني، قائد شرطة تفرش في محافظة مركزي، أن عناصر الأمن اعتقلوا 10 رجال ونساء في حفل خاص بإحدى القرى بتهمة "الاختلاط" وأغلقوا المكان.
وأضاف أنه تم تقديم هؤلاء المواطنين إلى النظام القضائي لتشكيل ملفات قضائية لهم.
وفي يناير (كانون الثاني) أيضاً، تم تنفيذ الحكم الصادر بحق رؤيا حشمتي بـ74 جلدة لعدم مراعاتها "الحجاب الإجباري"، تنفيذاً لأحكام مكتب المدعي العام للمنطقة السابعة في طهران.
وكتبت هذه المرأة المناهضة للحجاب الإجباري رواية مرعبة عن تنفيذ الحكم عليها، وقالت: إنني أثناء تنفيذ الحكم كنت أدندن أغنية "قومي، من أجل المرأة، الحياة، الحرية".