حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات حصرية تظهر أن قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، الذي قُتل في الهجوم على دمشق المنسوب لإسرائيل، ذهب إلى دمشق من اللاذقية لتجنب الهجوم الإسرائيلي.
وقد تم قتل محمد رضا زاهدي، الملقب بأبي مهدي، رئيس المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا ولبنان، في هجوم إسرائيلي على قنصلية إيران في دمشق الساعة 5:00 مساءً يوم 1 أبريل بالتوقيت المحلي.
وفي هذا الهجوم قتل خمسة أعضاء آخرين في فيلق القدس، ومستشار إيراني، وستة أعضاء سوريين فيما يسمى بجبهة المقاومة، وعضو في حزب الله اللبناني.
جدير بالذكر أنه خلال التسعينيات، اشترت إيران 11 طائرة أنتونوف 74، أربع منها من سلسلة N وتم تسليمها إلى الحرس الثوري.
وتعود ملكية هذه الطائرات لشركة طيران "ياس إير" التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي تحطمت إحداها في مطار مهرباد في ديسمبر 2006 وقُتل فيها 38 شخصًا.
وفي عام 2012، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على "ياس إير" بسبب دورها في تهريب الأسلحة إلى المنطقة. وتم توفير ثلاث طائرات أخرى من طراز أنتونوف-74 لهذه الشركة في هذه السنوات، ينقل بها الحرس الثوري الإيراني الأسلحة إلى سوريا ويرسل قادة فيلق القدس إلى المنطقة.
ويوم الثلاثاء 7 مايو(أيار)، أحيا النظام الإيراني في طهران وأجزاء أخرى من إيران، الذكرى الأربعين لمقتل قادة الحرس. وفي هذه المراسم، ادعى حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، أن إسرائيل آيلة للزوال، وقالت زينب سليماني، ابنة قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري أنه فقط من خلال تدمير إسرائيل يمكن الثأر لدماء محمد رضا زاهدي وغيرهم من قادة الحرس الثوري الذين قتلوا في المنطقة بمن فيهم محمد هادي حاجي رحيمي، ورضي موسوي ورفاقهم.اجمت إيران إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وكان هذا أول هجوم مباشر لطهران على تل أبيب.
ورداً على العمليات العسكرية الإيرانية، استهدفت إسرائيل قاعدة شكاري الجوية الثامنة في أصفهان صباح يوم 19 أبريل(نيسان).
وبعد وفاة زاهدي، أثيرت تكهنات مختلفة حول كيفية كشف أمره. وحصلت "إيران إنترناشيونال"، بالتعاون مع حساب "إنتيلي تايمز" الإخباري، الذي ينشر الأخبار الأمنية المتعلقة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، على أحداث اليوم الأخير من حياة قائد فيلق القدس في تحقيق مشترك.
ففي مساء يوم 31 مارس(آذار)، كان زاهدي في مسقط رأسه، أصفهان، وذهب مع صديقه مسيح توانكر لزيارة أحد رفاقه السابقين. وبحسب وسائل إعلام إيرانية، قال توانكر لزاهدي: "أخاف عليك في إيران أكثر من سوريا ولبنان، فهي ملوثة وأنت تسافر بسهولة شديدة".
وقال زاهدي إنه وجه التحذير نفسه لعماد مغنية، القائد الكبير في حزب الله، قبل سنوات. وقُتل مغنية في انفجار بالعاصمة السورية دمشق عام 2008.
وأكد زاهدي لتوانكر إنه سيتوجه إلى سوريا غدا.
وتشير وكالات الأنباء الإيرانية أيضًا إلى أنه بعد هذا الاجتماع، ذهب القائد الكبير للحرس الثوري إلى مشهد لزيارة قبر الإمام الشيعي الثامن. وهناك، أخبر أحمد مروي، المسؤول عن العتبة الرضوية، وشخصًا آخر، أنه يريد الذهاب إلى سوريا.
وقالت مصادر إعلامية لـ "إيران إنترناشيونال" إنه توجه من مشهد إلى طهران وإلى مطار مهر آباد في الساعة الواحدة صباحا، حيث يوجد لدى الحرس الثوري الإيراني محطة مخصصة لنقل الأسلحة إلى سوريا والعراق. وتتم إدارة هذه المحطة تحت إشراف وحدة فيلق القدس 190 التابعة للحرس الثوري الإيراني بقيادة بهنام شهرياري.
من طهران إلى اللاذقية
وبينما كان يُعتقد سابقًا أن زاهدي ذهب مباشرة إلى دمشق، اكتشفت "إيران إنترناشيونال"، بمساعدة مصادر استخباراتية وفي تحقيق مشترك مع "إنتيلي تايمز"، أنه ذهب من طهران إلى ميناء اللاذقية في شمال غرب سوريا بطائرة أنتونوف 74.
وهبطت هذه الطائرة في قاعدة حميميم الجوية، وهو مطار تسيطر عليه روسيا، وبالتالي فإن سماءها محمية بنظام الدفاع الصاروخي إس 300، ولا تهاجم إسرائيل ذلك المكان.
وتقول وسائل إعلام إقليمية إن الحرس الثوري الإيراني يسلم الأسلحة، التي تجلبها طائرات الأنتونوف من إيران، إلى الوحدة 4400 التابعة لحزب الله في لبنان باستخدام الطرق البرية والبحرية. وهذه الوحدة تدار بإشراف الشيخ فادي واسمه الحقيقي محمد جعفر قصير. وقد سافر إلى طهران مع بشار الأسد في مارس 2019، وكما تظهر صور وسائل الإعلام الرسمية، ذهب أيضًا للقاء علي خامنئي.
وفي القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية، توجد أيضًا محطة للرحلات الداخلية. ذهب محمد رضا زاهدي إلى دمشق بنفس الطائرة من طراز أنتونوف 74. لكنها لم تهبط في المطار الدولي بالعاصمة السورية. وبحسب المعلومات التي قدمتها المصادر الاستخباراتية، هبطت الطائرة الصغيرة التي تقل زاهدي في إحدى قاعدتي مزة وبيلي العسكريتين.
ولم تتمكن "إيران إنترناشيونال" من معرفة أي من هاتين القاعدتين العسكريتين ذهب إليها زاهدي. المسافة بين قاعدة مزة ومبنى قنصلية إيران خمس دقائق بالسيارة.
ووفقا لـ "بلومبرغ"، قبل دقائق قليلة من الهجوم، وصل زاهدي أخيرا إلى القنصلية، وذهب إلى الطابق الثاني. وقبل ساعات من الهجوم المنسوب إلى إسرائيل، تم نقل سكان السفارة والقنصلية الإيرانية إلى مجمع سكني في نفس الشارع، حيث يعيش شقيقا بشار الأسد أيضًا.
ووفقا لقول سفير إيران، أطلقت مقاتلات إسرائيلية من طراز إف-35 ستة صواريخ على القنصلية عند الساعة الخامسة مساء.
وبحسب "بلومبرغ"، تم خلال الهجوم تدمير فرع قيادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا؛ وكان من بين من قتلوا زاهدي، الذي وصفه حسن نصر الله بأنه رئيس المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا ولبنان.
وفتح موته الباب أمام إيران لتوجيه عملية عسكرية ضد إسرائيل.
وفي مساء يوم 13 أبريل(نيسان)، هاجمت إيران إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وكان هذا أول هجوم مباشر لطهران على تل أبيب.
ورداً على العمليات العسكرية الإيرانية، استهدفت إسرائيل قاعدة شكاري الجوية الثامنة في أصفهان صباح يوم 19 أبريل(نيسان).