أثار حضور بعض الشخصيات الإيرانية والأميركية من أصول إيرانية حفل العشاء الذي أقامه الرئيس الإيراني مسعود پزشکیان في نيويورك، على هامش مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، اهتمام وسائل الإعلام، حيث إن بعض الضيوف قاموا بتغطية وجوههم.
ومن بين الشخصيات المعروفة التي حضرت في الفندق الذي أقامت فيه البعثة الإيرانية في نيويورك؛ علی واعظ، مسؤول قسم إيران في مؤسسة "مجموعة الأزمات الدولية"، وهومان مجد، الصحافي الإيراني-الأميركي، وتريتا بارسي، مؤسس "ناياك"، وعلي أكبر موسوی خوئيني، الناشط الإصلاحي، ونجار مرتضوی، الصحافية الإيرانية-الأميركية، وإبراهيم نبوي، ومحسن میلاني.
وأشار پزشکیان، خلال العشاء، إلى احتجاجات عام 2022 التي اندلعت عقب مقتل مهسا أميني قائلاً: "للأسف، البعض في الخارج يستخدم قضية الحجاب كذريعة وأداة لإسقاط النظام الإيراني".
وقد أثار حضور الشخصيات الإيرانية- الأميركية في هذا العشاء انتقاد بعض نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي.
من أين جاء تقليد "حفل العشاء" للرؤساء الإيرانيين؟
حتى فترة رئاسة محمد خاتمي التي بدأت عام 1997، لم تكن المشاركة السنوية لرؤساء إيران في اجتماعات الأمم المتحدة عادة متبعة. صحيح أن علي خامنئي (المرشد الحالي) حضر هذا الاجتماع أثناء فترة رئاسته في الثمانينيات، إلا أن الرئيس أكبر هاشمي رفسنجاني لم يلقِ خطابًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة مطلقًا.
خاتمي نفسه، خلال 8 سنوات من رئاسته، حضر مرتين فقط في الجمعية العامة، وألقى خطابًا.
أحمدي نجاد وتغير الوضع
لكن مع بداية فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد في عام 2005، تغير الوضع. حيث شارك نجاد في جميع اجتماعات الأمم المتحدة خلال فترة رئاسته التي استمرت 8 سنوات.
ولم يكن هذا هو التغيير الوحيد لنجاد، فقد كان تنظيم عشاء مع الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة على هامش زيارته إلى نيويورك أيضًا من ابتكاراته.
هومان مجد، الذي كان يعمل مترجمًا لأحمدي نجاد في ذلك الوقت، كتب عن حفل عشاء نظمه الرئيس الإيراني في زيارته عام 2006: "إنه تلقى دعوة عبر البريد الإلكتروني مع 500 شخص آخرين".
وأوضح مجد أن تفاصيل العشاء كانت سرية قبل انعقاده، وأنه فقط تلقى بريدًا إلكترونيًا يقول: "الشارع السادس، فندق هيلتون".
وأشار إلى أن "قاعة المؤتمر كانت مكتظة برجال ناجحين ومتعلمين ورجال أعمال وعلماء مشهورين كمسلمين إيرانيين ناجحين".
وتابع: "الضيوف كانوا يرحبون بنجاد الذي كان يجلس بجوار محمد جواد ظريف، ممثل إيران في الأمم المتحدة آنذاك".
استمرار التقليد في عهد حسن روحاني
بعد تولي حسن روحاني رئاسة الجمهورية في عام 2013، واصل تقليد أحمدي نجاد. وكما فعل سلفه، زار نيويورك في كل سنوات رئاسته، وواصل إقامة العشاء مع الإيرانيين المقيمين في أميركا.
أحد أبرز حفلات العشاء التي أقامها روحاني كان في عام 2014، عندما كان هناك جو عام مرحب بالاتفاق النووي. وقد حضر عدد كبير من الإيرانيين ذلك العشاء، ولم يخفِ أحد وجهه. بل التقطوا صورًا تذكارية مع ظريف وروحاني.
في تلك المناسبة، تم تكريم فضل الله رضا، أستاذ الرياضيات.
في عهد باراك أوباما، كانت هذه المناسبات تحظى برواج كبير، لكن مع مرور الوقت، قلت حيوية مآدب العشاء السنوية.
وآخر عشاء لروحاني أقيم في عام 2019، وكان في فترة توتر مع إدارة ترمب بعد انسحابها من الاتفاق النووي، مما أدى إلى فرض قيود على تلك الزيارة والعشاء.
عهد إبراهيم رئيسي
في عام 2021، لم يتمكن الرئيس إبراهيم رئيسي من السفر إلى نيويورك بسبب جائحة كورونا، وفي السنتين التاليتين (2022 و2023)، لم يتم الإبلاغ عن إقامة أي عشاء خلال رحلاته.