في خضم الجدل المستمر حول تصريحات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، انتشرت أنباء مثيرة عن لقائه مواطنًا إسرائيليًا يُدعى ليفور ستيرنفيلد. مما أثار نقاشًا واسعًا في وسائل الإعلام الحكومية، واحتل مكانة بارزة على منصات التواصل الاجتماعي.
وتزايدت حدة الانتقادات بسبب هذا اللقاء العلني وغير المسبوق لرئيس إيراني مع مواطن إسرائيلي، خاصة في ذروة الحرب بين إسرائيل وحماس وحزب الله، وفي ظل احتمالات اندلاع حرب شاملة بين طهران وتل أبيب.
بعثة إيران: لم نكن نعلم أنه إسرائيلي
في هذا السياق أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بيانًا أعلنت فيه أن ليفور ستيرنفيلد له " نشاط مناهض للصهيونية"، وأن البعثة الإيرانية لم تكن على علم بأنه مواطن إسرائيلي.
وجاء في هذا البيان: "إن ليفور ستيرنفيلد دُعي بصفته أستاذًا جامعيًا ويهوديًا أميركيًا إلى اجتماع بعنوان (دور الأديان السماوية في إحلال السلام العالمي). وضم هذا الاجتماع مجموعة من العلماء والأساتذة الجامعيين، وتمت دعوة السيد ستيرنفيلد بُناءً على سجله الطويل في البحث في مواضيع اليهودية والإسلام وإيران، وهو معروف بنشاطه المناهض للصهيونية".
وأضاف البيان أن "السيد ستيرنفيلد دُعي بصفته يهوديًا أميركيًا، ولم تكن هناك أي معلومات حول امتلاكه جنسية مزدوجة. هذه الحملة الدعائية المشبوهة ناجمة عن غضب النظام الصهيوني من عقد مثل هذا الاجتماع".
ستيرنفيلد: أخبرتهم بوضوح مسبقًا أنني إسرائيلي
وفي المقابل، أكد ليفور ستيرنفيلد الأستاذ في جامعة بنسلفانيا، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه أخبر المسؤولين الإيرانيين منذ البداية بأنه مواطن إسرائيلي؛ لتجنب أي "سوء فهم".
وقال ستيرنفيلد لـ "هاآرتس": "عندما تلقيت دعوة لحضور هذا الاجتماع قبل أسبوعين، كنت متفاجئًا".
وأشار إلى أنه في البداية لم يكن متأكدًا مما إذا كانت الدعوة حقيقية، ولكن بعد بعض البحث، اكتشف أنها ليست مزيفة.
وأضاف ستيرنفيلد: "لمنع أي سوء فهم، أخبرتهم أنني في الحقيقة مواطن إسرائيلي، وقد طمأنوني بأنه لا توجد أي مشكلة في ذلك".
وأوضح ستيرنفيلد لـ"هآرتس": "تشاورت مع المسؤولين الإسرائيليين حول هذا الموضوع، وتوصلت إلى أنه لا يوجد مانع من حضوري هذا الاجتماع".
وأكد أنه "لم يكن قرارًا سهلًا أبدًا. كنت أعتقد أن الأمر مجرد خدعة. ولكن حضور اجتماع مع الرئيس الإيراني والتحدث والاستماع إليه كان فرصة لا يمكنني تفويتها".
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فقد كان هناك عدد من الشخصيات اليهودية- الأميركية الأخرى في الاجتماع، بالإضافة إلى ليفور ستيرنفيلد، بمن في ذلك آبي ستاين، الناشط المتحول جنسيًا والمؤيد لفلسطين، وكذلك ممثلون عن "ناتوري كارتا"، وهي جماعة يهودية أرثوذكسية معادية للصهيونية وتؤيد الفلسطينيين.
محادثة مباشرة مع بزشكیان
وفي السياق، قال ستيرنفيلد إنه كان الإسرائيلي الوحيد الحاضر في هذا الاجتماع، وتمكن من التحدث خلاله، كما أجرى حديثًا مباشرًا مع الرئيس الإيراني بعد الجلسة.
وأضاف: "في نهاية الجلسة، التقيت السيد بزشكیان وقدمت له كتابي أولًا. ثم قلت له إنني أعتقد أنه في موقف فريد يمكنه من توجيه إيران نحو دور بنّاء في الشرق الأوسط".
وأضاف: "رد مسعود بزشكیان بأنه عندما يتوصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاق، فإن طهران لن ترفع بعد ذلك راية النضال من أجل فلسطين. فقلت له إن قوله هذا بشكل مباشر للجمهور الغربي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير".
وقال ستيرنفيلد: "أثرت موضوعًا كان قد تحدث عنه وزير الخارجية الإيراني السابق، العام الماضي، حول قضية الرهائن في غزة، حيث وصفها بأنها مسألة إنسانية وعرض تقديم المساعدة لحلها، لكن السيد بزشكيان لم يُعجب بهذا الأمر، وقال إن إيران فعلت ما عليها بتوقيع الاتفاق النووي، والآن على الغرب اتخاذ خطوة تجاه الحوار مع إيران".
يشار إلى أن ليفور ستيرنفيلد يعمل أستاذًا في التاريخ والدراسات اليهودية، ويجري أبحاثًا حول تاريخ اليهود في إيران، ونشر كتابًا بعنوان "بين إيران والصهيونية: تاريخ اليهود في إيران في القرن العشرين".
جدل حول اللباقة
لم تكن هذه هي المرة الأولى، التي يحاول فيها الوفد المرافق للرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، خلال زيارته إلى نيويورك، التخفيف من حدة الجدل، الذي أثارته تصريحاته بتقديم تفسيرات غير واقعية وكاذبة.