توالت ردود الفعل محليا وإقليميا وعالميا بعد إعلان مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، اليوم السبت، إثر هجوم للجيش الإسرائيلي على مقر قيادة الحزب اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم أمس الجمعة، حيث أكد الحزب مقتل زعيمه، إلى جانب عدد من القادة الآخرين.
وجاءت ردود الفعل من داخل إيران في مقدمة التصريحات التي حظيت بمتابعة، حيث قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، دون الإشارة إلى اسم نصرالله: "إن قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب حزب الله وتدعمه. إن مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة، وعلى رأسها حزب الله الشامخ".
ولم تختلف تصريحات بقية المسؤولين الإيرانيين الذين ركزوا في تصريحاتهم على دعمهم لـ"محور المقاومة"، لكن مع التأكيد على أن "ثأر نصر الله" سيأخذه لبنان وحزب الله والمقاومة.
وفي هذا السياق، بعث الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، برسالة تعزية إلى علي خامنئي، جاء فيها: "لقد ترك هذا الحدث جرحًا عميقًا في قلوب جميع المظلومين والمستضعفين في العالم".
وأضاف: "لقد تعلمنا بهذه الطريقة أن القيادة من الله".
وكتب حسن الخميني حفيد المرشد الأول، روح الله الخميني، أن تجاوز هذه المرحلة "الحساسة" يتطلب الوحدة حول "محور خامنئي".
كما بعث محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، برسالة تعزية إلى علي خامنئي "بقلب حزين". وأضاف: "لا شك أن مخطط نتنياهو وإسرائيل الفوضوي للمنطقة والعالم سيفشل".
وأدان رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الهجمات الإسرائيلية على بيروت، ومقتل نصر الله، مضيفًا أن "البرلمان يعلن دعمه الكامل لجبهة المقاومة". بينما قال إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إن "انتصار جبهة المقاومة قريب".
وأعلن إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن اللجنة ستعقد اجتماعًا طارئًا بشأن الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وأضاف أن هذه الهجمات لن تمر دون رد.
وقال الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني: "إنّ شعب لبنان وحزب الله سيأخذان ثأره"، وأضاف: "رغم أن إسرائيل تشعر بانتصار مؤقت بسبب هذه الجريمة، فسينبت في أرض المقاومة آلاف نصرالله". فيما وصف البرلماني الإيراني السابق، علي مطهري، رسالة خامنئي حول دعم حزب الله بأنها "تشبه الجهاد"، وأضاف: "يجب أن يتحول الصراع مع إسرائيل إلى حرب برية".
ومن معارضي النظام الإيراني في الخارج، كتب رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، تعليقًا على دعم خامنئي لحزب الله، إن "حزب الله سيسقط. النظام الإيراني ومحور الإرهاب التابع له سيسقطان أيضًا، بينما سينتصر شعب إيران وكل من يسعى إلى السلام في المنطقة".
ردود فعل دولية ترحب باغتيال نصر الله
وكانت أهم ردود الفعل الدولية على مقتل نصر الله ما صرح به الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي وصف مقتل حسن نصرالله بأنه "خطوة نحو تحقيق العدالة لضحاياه الكثيرين" في إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان. وأضاف أن الولايات المتحدة "تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله، وحماس، والحوثيين، وغيرها من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران".
كما ذكر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، على منصة "إكس"، بعد الإعلان عن مقتل حسن نصرالله، أنه أجرى محادثتين أمس الجمعة مع نظيره الإسرائيلي، وأكد "الدعم الكامل لإسرائيل وشعبها ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران". وأضاف أوستن أن واشنطن "مصممة على منع إيران ووكلائها من استغلال هذا الوضع وتوسيع نطاق الصراع".
ومن جهته، أعلن الدبلوماسي الأميركي السابق، زلماي خليل زاد، أن مقتل حسن نصرالله وضعف حزب الله يمثلان انتكاسة كبيرة لإيران، مضيفًا أن القادة الإيرانيين، بمن فيهم خامنئي، يشعرون بالخوف من إمكانية استهدافهم والقضاء عليهم.
ترحيب شعبي في إيران وسوريا
بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبناني، عبّر مواطنون عاديون عن فرحتهم بمقتله، وأشار البعض إلى أن خامنئي كان لسنوات يقدم أموال الإيرانيين لحزب الله، وأوضحوا أنهم وزعوا الحلوى احتفالاً بمقتله.
وتلقت "إيران إنترناشيونال" رسالة من أحد المواطنين الإيرانيين يقول فيها إن "حسن نصر الله لم يكن سوى دُمية، وأن رأس الأخطبوط في إيران". كما حصلت "إيران إنترناشيونال"، على مقطع فيديو لمواطنة إيرانية تهنئ فيه الشعب الإيراني بمقتل حسن نصر الله، قائلة: "أهنئ جميع الشعب الإيراني بمقتل حسن نصر الله؛ نحن الذين بكينا وذرفنا الدموع لمدة عامين. عيون الجميع تضيء الآن".
وأظهر مقطع فيديو آخر مواطنًا إيرانيًا قام بشراء حلوى لتوزيعها على الناس، ويقول: "لقد وزعت الحلوى لهذه الأخبار السارة بمقتل نصر الله، الذي استولى على حق الإيرانيين".
وكانت تقارير ومقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي،قد أشارت إلى خروج مواطنين سوريين، مساء الجمعة 27 سبتمبر (أيلول)، من منازلهم، قبل أن ينخرطوا في الاحتفال والرقص، بعد سماعهم أنباء عن مقتل حسن نصرالله، ومِن ثمَّ توزيع الحلوى.
بسبب انخراط حزب الله في الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا منذ نحو أربعة عشر عاما، وما قام به الحزب من قتل وتشريد وحصار للمدن في الجمهورية العربية السورية.