أكدت وسائل الإعلام الحكومية في إيران، اليوم السبت 28 سبتمبر (أيلول)، مقتل عباس نیلفروشان، نائب قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني، خلال هجوم الجيش الإسرائيلي على مقر قيادة حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم أمس الجمعة.
ولم يتم حتى الآن الإعلان عن عدد دقيق للقتلى في الهجوم الإسرائيلي، إلا أن الحزب أكد مقتل حسن نصر الله، إلى جانب عدد من قادة الحزب الآخرين.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، بدوره، مقتل علي كركي، أحد كبار قادة حزب الله، خلال الهجوم ذاته.
وفي تعليق على مقتل نصر الله، كتب حسن الخميني، حفيد المرشد الإيراني الأول، أن "عددًا من قادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني" قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.
ويفتح هذا التصريح المجال للاعتقاد بأن عدد المسؤولين الإيرانيين، الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي، قد يتجاوز شخصًا واحدًا.
مَنْ هو عباس نیلفروشان؟
وصفت وكالة أنباء "دانشجو"، المقربة من الحكومة الإيرانية، في تقرير لها اليوم، نیلفروشان بأنه "أحد القادة البارزين والمعروفين في الحرس الثوري"، و"استراتيجي عسكري" لعب دورًا محوريًا في تعزيز "جبهة المقاومة" في المنطقة.
وأشارت الوكالة إلى أن نیلفروشان كان مسؤولاً عن "التخطيط العسكري والدبلوماسي" وتنسيق القوات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة، وكان يحظى بشعبية واحترام كبيرين بين عناصر هذه القوات.
و"جبهة المقاومة" هو مصطلح يستخدمه المسؤولون ووسائل الإعلام الإيرانية للإشارة إلى الجماعات المسلحة المدعومة من طهران في المنطقة، مثل حماس، والجهاد الإسلامي في فلسطين، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن.
وُلِدَ نیلفروشان عام 1966 في أصفهان، جنوب طهران، وانضم إلى قوات "الباسيج" ثم الحرس الثوري بعد ثورة 1979. وخلال الحرب الإيرانية العراقية، خدم في "فرقة 14 الإمام الحسين" و"فرقة 8 المدرعة نجف".
وتقلد نیلفروشان العديد من المناصب العسكرية البارزة، منها نائب قائد العمليات في القوات البرية للحرس الثوري، وقائد كلية القيادة والأركان، ونائب قائد مقر الإمام الحسين، ونائب قائد العمليات للحرس الثوري منذ تعيينه في يوليو (تموز) 2019.
وأشارت بعض التقارير الإعلامية في إيران إلى أنه كان مقربًا من محمد رضا زاهدي، القائد السابق لفيلق القدس في سوريا ولبنان.
واستهدفت إسرائيل، في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري، من بينهم محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي.
وأشارت التقارير، بعد مقتل زاهدي، إلى أن نیلفروشان تولى مسؤولية قيادة العمليات الإيرانية في لبنان.
دوره في قمع احتجاجات 2022
خلال احتجاجات 2022، التي اندلعت بعد مقتل الشابة الإيرانية، مهسا أميني، وصف نیلفروشان المتظاهرين بـ"المشاغبين"، وأشاد بقرار المرشد الإيراني، علي خامنئي، بالعفو عن المعتقلين، واصفًا إياه بـ"الأبوي".
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على نیلفروشان وقادة آخرين في الحرس الثوري؛ بسبب "العنف الوحشي" تجاه الاحتجاجات الشعبية في إيران.
ووفقًا لبيان وزارة الخارجية الأميركية، فقد كان نیلفروشان مسؤولاً عن قمع الاحتجاجات واعتقال المتظاهرين، خصوصًا في إقليم بلوشستان.
كما وضع الاتحاد الأوروبي نیلفروشان على قائمة العقوبات في فبراير (شباط) 2023 بسبب دوره في قمع الانتفاضة الشعبية.
نیلفروشان متحدثًا باسم النظام الإيراني
وغالبًا ما كانت تصريحات نیلفروشان تعكس موقف النظام الإيراني وتدعم سياسات خامنئي، وفي فبراير 2023، أشاد بتقدم إيران في مجالات البنية التحتية والطب، واعتبر أن إنجازات الثورة الإيرانية لا تُقارن بما كانت عليه إيران في عهد الشاه.
وفي يونيو (حزيران) 2023، وجه نيلفروشان تحذيرًا للغرب بعدم تكرار "التجارب السابقة"، مهددًا بإعادة استخدام "أحذية الحرب"، التي ارتداها الحرس الثوري خلال حرب العراق.
وعلى الرغم من هذه التهديدات، يمكن إدراج نیلفروشان ضمن قائمة القادة الإيرانيين الذين قُتلوا مثل قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، وكذلك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، واللذين كان من المقرر أن يتم الانتقام لهما، إلا أن هذا الانتقام بقي حبرًا على ورق.
وفي رده على إدراج اسمه في قوائم العقوبات الدولية، سخِر نیلفروشان قائلاً إن أموال العقوبات ستُستخدم "لشراء معدات سباحة" لفرار المسؤولين الإسرائيليين.