نظمّت مجموعة من عمال شركة البتروكيماويات "أرغوان كستر" في محافظة إيلام، غربي إيران، تجمعًا احتجاجيًا اليوم الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أمام مبنى القضاء في مدينة "تشوار" دعمًا لزملائهم المعتقلين.
وخلال هذا التجمع، أقدم شخصان على محاولة فاشلة للانتحار حرقا، كان أحدهما والد أحد العمال المعتقلين.
وأفادت وكالة "إيلنا" في تقرير لها اليوم، الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أن مجموعة من عمال بتروكيماويات "أرغوان كستر" تجمعوا أمام مبنى القضاء مطالبين بالإفراج عن زملائهم.
ونقلت الوكالة عن مصدر عمالي في مدينة تشوار أن هذا التجمع نظمته مجموعة من العمال المفصولين عن العمل، دعمًا لزملائهم الذين تم استدعاؤهم عبر الهاتف واعتقالهم بعد ذلك خلال الاحتجاجات الأخيرة لعمال الشركة، حيث تم نقلهم إلى مكان مجهول.
وأوضح المصدر أن الاحتجاج شهد حضور عشرات العمال المفصولين من الشركة، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات التي بدأت منذ حوالي ثلاثة أشهر استهدفت المطالبة بالعودة إلى العمل، وتحديد مستقبلهم الوظيفي.
وأكد المصدر أن جميع العمال المحتجين من أبناء المنطقة ومدينة تشوار، وأنهم بعد سنوات من العمل والجهد في الشركة، يطالبون الآن بالعودة إلى وظائفهم لتأمين معيشة أسرهم.
وأشار إلى أن العمال على استعداد للعمل بأجور منخفضة في شركة "أرغوان كستر" نظرًا للضغوط المالية المتزايدة عليهم، مضيفًا: "احتجاجات عمال "أرغوان كستر"، بعد ثلاثة أشهر من البطالة، تهدف فقط إلى العودة للعمل".
وفي حديثه مع "إيلنا"، وصف هذا الناشط العمالي منع العمال من تنظيم تجمعاتهم المهنية بأنه "غير عادل وغير قانوني".
محاولات الانتحار
وتأتي أنباء محاولتي الانتحار بالحرق خلال تجمع يوم الاثنين لعمال مدينة تشوار، في سياق تقارير سابقة عن حوادث انتحار لعدد من العمال المفصولين عن العمل في هذا المجمع الصناعي.
وفي تقرير سابق لوكالة "إيلنا" في 24 يوليو (تموز) الماضي، أفادت أن ثلاثة أشخاص في مدينة تشوار حاولوا الانتحار خلال أسبوع واحد، اثنان منهم كانا يعملان في شركة "أرغوان كستر" وفقدا وظائفهما حديثًا، أما الثالث فهو زوج إحدى العاملات المفصولات عن العمل.
كما أشارت الوكالة في 31 يوليو (تموز) 2023 إلى أن أربعة عمال في بتروكيماويات تشوار انتحروا خلال العام الماضي، آخرهم كان حيدر محسني، الذي قضى 18 عامًا من الخدمة، وهو ما دفع العمال إلى تنظيم احتجاج أمام مكتب قائم مقام المدينة.
وفي أغسطس (آب) 2022، انتحر عاملان في المجمع يُدعيان محمد منصوري وعلي محمد كريمي، وهما من سكان قرية "آبزا" ومدينة تشوار.
وفي يناير (كانون الثاني) 2023، توفي أرش تبرك، أحد العمال المتعاقدين مع بتروكيماويات تشوار، بعد تناوله مادة سامة.
ويشير المتخصصون إلى أن تزايد الفقر والظلم والفساد والقمع والإحباط في إيران يعرض الصحة النفسية للمجتمع لخطر كبير.
ويعد العمال من الفئات الأكثر تأثرًا، حيث نظّموا مرارًا احتجاجات للمطالبة بحقوقهم، بما في ذلك دفع الأجور المتأخرة، أو للاعتراض على الفصل التعسفي.
وعلى الرغم من هذه الاحتجاجات، لم تقدم السلطات الإيرانية حلولًا مرضية، بل قامت في العديد من الحالات باعتقال النشطاء العماليين.