تخوض وریشه مرادي، السجينة السياسية الإيرانية المحتجزة في جناح النساء بسجن إيفين، إضرابًا عن الطعام لليوم الثامن على التوالي رغم تدهور حالتها الصحية؛ احتجاجًا على الإعدامات في إيران ودعمًا لحملات "لا للإعدام".
وبدأت مرادي إضرابها عن الطعام منذ 9 أكتوبر (تشرين الأول)، وقد تدهورت صحتها بسبب الانخفاض الحاد في ضغط الدم والضعف الجسدي.
ووفقًا لمعلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، في 16 أكتوبر، تعرضت مرادي لانخفاض شديد في ضغط الدم في يومها الثامن من الإضراب، حيث أظهرت الفحوصات أن ضغط دمها بلغ 80/60.
وبحسب المصادر، فقد تم نقل مرادي إلى عيادة السجن بسبب الضعف الجسدي الناتج عن الإضراب، لكنها رفضت تلقي العلاج الوريدي، مؤكدة أنها ستستمر فقط في تناول الماء والملح والسكر.
وبدأت مرادي إضرابها عن الطعام يوم 9 أكتوبر، بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، اعتراضًا على زيادة إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام في إيران.
وفي 11 أكتوبر، وجهت مرادي رسالة من داخل سجن إيفين إلى الشعب والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، قائلة: "لا تجعلوا الحروب العابرة للحدود تطغى على القمع الداخلي في المجتمع". وأكدت أنها ستواصل إضرابها عن الطعام لتحقيق هدف حملات "لا للإعدام" والموقف الواضح منها.
ويستخدم العديد من السجناء في إيران الإضراب عن الطعام كآخر وسيلة لتحقيق مطالبهم، رغم المخاطر التي تهدد حياتهم. وغالبًا ما يكون السبب وراء هذه الإضرابات هو عدم الاستجابة لقضايا شخصية مثل عدم متابعة قضاياهم أو عدم احترام حقوقهم كسجناء.
ورغم ذلك، فإن مرادي، التي تقبع في سجن إيفين منذ نحو 15 شهرًا دون محاكمة، أوضحت أن إضرابها ليس لمطالب شخصية، بل احتجاجًا على الإعدامات، وكتبت في رسالتها: "لن نسمح بأي ثمن بأن تضيع أصوات المقاومين الداخليين الشجعان في ضجيج الحروب والمغامرات الفارغة".
وفي تقرير لها، ذكرت وكالة "هرانا" يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول)، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، أنه في الفترة بين 10 أكتوبر 2023 و8 أكتوبر 2024، تم تنفيذ 811 حالة إعدام في إيران.
وأضاف التقرير أن 186 شخصًا حُكم عليهم بالإعدام خلال هذه الفترة، وتمت المصادقة على 59 حكمًا بالإعدام من قبل المحكمة العليا.
الاعتقال والحبس الاحتياطي
وتم اعتقال وریشه مرادي في 1 أغسطس (آب) 2023 بالقرب من سنندج بعد تعرضها للضرب المبرح.
وعُقدت أول جلسة لمحاكمتها في 16 يونيو (حزيران) من هذا العام أمام محكمة الثورة في طهران برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي.
وتأجلت جلسة محاكمتها الثانية عدة مرات لأسباب مختلفة، لكنها عقدت في نهاية المطاف في 6 أكتوبر.
وتواجه مرادي تهمًا تتعلق بـ"التمرد والانتماء إلى إحدى الجماعات المعارضة للنظام"، وهي تهم قد تؤدي إلى إصدار حكم بالإعدام.
وفي أغسطس الماضي، نشرت مرادي دفاعها في رسالة إلى الرأي العام، طالبة من الشعب أن يحكم على أنشطتها بالعدالة الاجتماعية. وكتبت في رسالتها: "داعش يقطع رؤوسنا، والنظام يشنقنا، ولا يوجد علم سياسي أو قانوني قادر على حل هذا التناقض، فلنبقَ يقظين".
ومنذ مايو (أيار) هذا العام، مُنعت مرادي من الاتصال بأسرتها ومحاميها بأمر من القاضي صلواتي.
ورغم إعادة السماح لها بالاتصال مؤخرًا، إلا أنها لا تزال محرومة من حق زيارة أسرتها ومحاميها.
وتشير التقارير التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" في فبراير (شباط) 2024 إلى أن مرادي تعرضت للتعذيب أثناء احتجازها في مركز تابع لوزارة الاستخبارات.
تاريخ من القمع
ومنذ وصول النظام الإيراني إلى السلطة، قامت السلطات بشكل مستمر باعتقال وتعذيب وسجن النشطاء السياسيين والمدنيين والعمال.
ومنذ انطلاق الانتفاضة الشعبية ضد النظام في سبتمبر (أيلول) 2022، تصاعدت حملة القمع ضد النشطاء والمحتجين في البلاد، وما زالت مستمرة حتى اليوم.19:25