حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات، أفادت بأن محكمة الثورة في أصفهان، أصدرت أحكامًا بالسجن لمدة 90 عامًا، وغرامة قدرها 900 مليون تومان بحق 10 نساء بهائيات.
وهؤلاء النساء هن: يگانه آكاهی، وندا بدخش، وبرستو حکیم، ونكین خادمي، ويكانه روح بخش، وآرزو سبحانیان، ومجكان شاهر ضایي، وشانا شوقي فر، وندا عمادي وبهارة لطفي.
وجاء في هذا الحكم، الذي صدر عن الشعبة الأولى لمحكمة الثورة في أصفهان، برئاسة القاضي محمد رضا توكلي، أن كلاً من آكاهی، وبدخش، وحكیم، وخادمي، وروح بخش، وسبحانیان، وشاهر ضایی وشوقي فر حُكم عليهن بالسجن لمدة 10 سنوات، وغرامة مالية قدرها 100 مليون تومان لكل واحدة منهن، بينما حُكم على عمادي ولطفي بالسجن لمدة 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 50 مليون تومان لكل واحدة.
كما نص الحكم على مصادرة الهواتف المحمولة، وأجهزة الحاسوب، والأجهزة الرقمية، والمجوهرات، والسلاسل، والخواتم والعملات الأجنبية، التي تم ضبطها في منازل هؤلاء المواطنات لصالح "صندوق المسلمين (الحكومة)"، كجزء من العقوبات التكميلية.
علاوة على ذلك، حُكم على جميع هؤلاء النساء بالسجن والغرامة ومصادرة الممتلكات، بالإضافة إلى فرض حظر سفر لمدة عامين وحظر استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لمدة عامين كعقوبات إضافية.
ووفقًا للمعلومات الواردة لـ "إيران إنترناشيونال"، فقد صدرت هذه الأحكام بتهمة "الأنشطة التعليمية والدعوية ضد الشريعة الإسلامية المقدسة"، وأشارت المحكمة إلى أن ثلث مدة السجن المفروضة على آكاهی، وخادمی وروح بخش قد تم تعليقها.
كما أن نصف مدة السجن المفروضة على بدخش، وحكیم، وسبحانیان، وشاهرضایی وشوقيفر، وأربع سنوات من السجن المفروض على عمادي ولطفي تم تعليقها أيضًا.
وأوضح مصدر مطلع على وضع هؤلاء المواطنات البهائيات، في حديث لـ "إيران إنترناشيونال"، أن المحكمة اعتبرت الحكم "سريًا وأمنيًا"، ومنعت توفير أو تصوير نص الحكم، وأضاف أن الحكم أُبلغ إلى محامي النساء في 30 أكتوبر (تشرين الأول) شخصيًا.
محاكمة النساء البهائيات في أصفهان
عُقدت جلسة المحكمة للنظر في اتهامات النساء البهائيات، في 23 سبتمبر (أيلول) من هذا العام، في الشعبة الأولى لمحكمة الثورة في أصفهان؛ حيث دافعن عن أنفسهن بحضور محاميهن بشأن تهمة "الأنشطة التعليمية والدعوية ضد الشريعة الإسلامية المقدسة".
وكانت لائحة الاتهام قد صدرت في 4 أغسطس (آب) الماضي عن الشعبة 18 للتحقيق في محكمة أصفهان. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، اعتبرت المحكمة تنظيم دورات تعليمية في الموسيقى واليوغا والرسم واللغة الإنجليزية ورحلات الطبيعة للأطفال والمراهقين الإيرانيين والأفغان دليلاً على التهم الموجهة إليهن.
ومن بين هؤلاء النساء، يكانه روحبخش وأرزو سبحانيان، وهما أم وابنتها، حيث تبلغ روحبخش من العمر 19 عامًا فقط.
التفتيش والاعتقال والتهديد
تم اعتقال النساء البهائيات العشر من قبل قوات الأمن الإيرانية، في 23 أكتوبر 2023، وتم إطلاق سراحهن بكفالة من سجن دولت آباد في أصفهان بعد نحو شهرين.
وأفادت "إيران إنترناشيونال"، في تقرير نُشر في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بأن وزارة الاستخبارات هددت أصدقاء وجيران وزملاء هؤلاء النساء غير البهائيين، وهددتهم بأنه إذا لم يقدّموا شكاوى ضد هؤلاء النساء البهائيات ويزعموا أنهن حاولن إغواءهم، فسيواجهون ضغوطًا أمنية.
كما كشف مصدر مقرب من عائلات النساء البهائيات لـ "إيران إنترناشيونال" عن أن التهديدات تضمنت الفصل من العمل وطرد الأبناء من المدارس والجامعات، كما تم إبلاغهم بأنه سيتم استخدام أي صور أو وثائق ذات محتوى سياسي تُكتشف في هواتفهم لفتح قضايا جنائية ضدهم.
وأفاد مصدر آخر حول استجواب إحدى النساء المعتقلات، قائلاً: "استُجوبت لساعات بسبب وجود صورة في هاتفها تُظهر شعار (المرأة، الحياة، الحرية) مكتوبًا على كف شخص، وطُلب منها تفسير سبب التقاطها لهذه الصورة."
وأضاف المصدر أن امرأة أخرى تم استجوابها فقط بسبب دعوتها صديقتين غير بهائيتين للخروج معًا إلى الحديقة، حيث سألها المحقق عن هدفها من الذهاب إلى الحديقة معهما، وطُلب منها كتابة تقرير بذلك.
اضطهاد البهائيين في إيران
يُعتبر البهائيون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، وقد تعرضوا للاضطهاد الممنهج منذ الثورة الإيرانية عام 1979، كما تصاعدت الضغوط التي تمارسها السلطات الإيرانية عليهم، في الأشهر الأخيرة.
وأصدرت "الجامعة العالمية للبهائيين"، في 24 سبتمبر الماضي، بيانًا يشير إلى وعود الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، باحترام حقوق جميع الأقليات العرقية والدينية في إيران، لكنها أكدت أن البهائيين لا يزالون يتعرضون للاضطهاد في البلاد.