تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، باهتمام زيارة نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف للرياض للمشاركة في اجتماع القمة العربية الإسلامية غير العادية، وكذلك لقاؤه بولي العهد السعودي بالإضافة إلى الاتصال الهاتفي بين بزشكيان ومحمد بن سلمان.
الصحف أشارت كذلك إلى مواقف السعودية في إدانة الهجوم الإسرائيلي على إيران، وعبرت عن ذلك بالقول: "التوافق في السعودية"، فيما كتبت صحيفة "اسكناس": "طهران والرياض.. صداقة حذرة"، وعنونت "أبرار" عن الاتصال بين بن سلمان وبزشكيان: "تأكيد بزشكيان وبن سلمان على تعزيز العلاقات بين البلدين".
كما أبرزت بعض الصحف مواقف إيران من القضية الفلسطينية، حيث كرر ممثل إيران في اجتماع الرياض ونائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف موقف طهران من الأزمة في فلسطين، واقترح إجراء استفتاء شعبي في فلسطين لتحديد الحكومة التي ستحكم الأراضي الفلسطينية، فيما يعتبر رفضا ضمنيا لفكرة حل الدولتين التي تقترحها معظم دول العالم.
صحيفة "جمله" ذكرت في تقرير لها أن طهران والرياض يجب أن يسيرا نحو وحدة في المواقف، ورأت أن هذا التوجه يعتبر توجها ضروريا وعقلانيا لكلا البلدين.
على الصعيد الداخلي حلل عدد من الصحف أداء حكومة بزشكيان بعد مرور 100 يوم من تسلم الرئيس مسعود بزشكيان للرئاسة.
وقالت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية إن التحليلات حول أداء الحكومة الحالية كانت مختلفة، لكن القصور والضعف في أداء الحكومة لا يمكن إخفاؤه، حتى أن الحكومة نفسها أحجمت عن تقديم تقرير أو عقد مؤتمر صحافي يشرح ماهية الإنجازات التي تحققت أو ماهية العراقيل التي واجهتها في سبيل تحقيق الأهداف المعلن عنها مسبقا، معتقدة أن عدم الإعلان وتوضيح مسيرة الحكومة في 100 يوم مضت دليل على عدم نجاحها وأحد أشكال ضعفها.
صحيفة "شرق" الإصلاحية أيضا هاجمت الحكومة، وقالت إن 100 يوم مضت حاول الرئيس فيها فقط الحفاظ على رضا التيار الأصولي من خلال تعيين مسؤولين من التيار في المناصب المهمة والحساسة، وأضافت ساخرة: من إنجازات الحكومة في هذه الفترة تصريحات المسؤولين بين الحين والآخر حول الإنترنت وحجب المواقع والتطبيقات، والانضمام إلى "FATF"، وذلك بشكل محتاط من أجل الحفاظ على معنويات المواطنين.
أما صحيفة "ابتكار" الإصلاحية فتطرقت إلى أزمة انقطاع الكهرباء، وقالت إنه لا يعقل أن تكون الأزمة الكبيرة التي تعيشها إيران اليوم هي نتيجة سياسات الحكومة خلال 3 أشهر الأخيرة، وإنما تعود جذور هذه المشكلة للسنوات الماضية، منتقدة الأصوليين الذين كان يتحدثون عن إنجازات رئيسي، وأنه سلم الحكومة كل أسباب النجاح والتوفيق.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اعتماد": رئاسة ترامب السابقة أوصلت إيران واقتصادها لحد الانهيار
قالت صحيفة "اعتماد" إن فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدورة رئاسية ثانية جعلت إعادة طهران النظر في سياساتها الخارجية "ضرورة" أكثر من أي وقت مضى، منتقدة من يقللون من أهمية فوز ترامب على إيران واقتصادها.
وكتبت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: بعض التصريحات التي تتم دون علم وتحليل سليم، تدعي بأن نتائج الانتخابات الأميركية لا تهم طهران، رغم أن سياسات واشنطن السابق والعقوبات والعزلة الدولية جعلت إيران واقتصادها على وشك الانهيار، وأن مثل هذه المواقف والتصريحات تكشف أن حكومة بزشكيان تجهل كيفية تقديم طرق وأساليب في السياسة الخارجية لإنقاذ البلاد وخدمة الشعب.
الصحيفة أشارت إلى أن لترامب وجهين مختلفين، فهو معروف بمواقفه التصالحية مع زعيم كوريا الشمالية وروسيا، وكذلك معروف بمواقفه الصدامية مثل الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات قاسية على إيران، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس وقتل سليماني، وبالتالي فعلى الحكومة الحالية أن تنظر إلى هذه الحقيقة، وتدرك أن ترامب في دورته الحالية قد يكون أكثر رغبة في استخدام الوجه التصالحي مع إيران بدل الصدام والتصعيد.
"هم ميهن": ترامب قد يتحول لـ"فرصة" لحكومة بزشكيان
صحيفة "هم ميهن" قالت إن الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، والذي صادفت دورته الرئاسية مجيء دونالد ترامب، هو أكثر من يعرف معنى ترامب الذي "صرع" حكومته بعد أن كانت تعيش أزهى أيامها، وضيع كل ما كانت حكومة روحاني قد زرعته، حسب تعبير الصحيفة.
وأضافت: بالنسبة لبزشكيان فقد شهدت حكومته بداية أمرها ظروفا صعبة وتعقيدات أكثر مما واجهه روحاني وحكومته عام 2017 و 2018، ثم جاء ترامب ليضاعف من حجم القلق والصعوبات أمام حكومة بزشكيان الجديدة.
الصحيفة استدركت بالقول إن ترامب الذي كان يعتبر تهديدا كبيرا لحكومة روحاني يمكن الآن اعتباره "فرصة" لحكومة بزشكيان، من أجل خفض مستوى تهديدات إسرائيل، وإنهاء خطر الحرب، بسبب رغبة ترامب ومواقفه الرافضة لاندلاع حروب جديدة أو مواجهات أخرى.
"كيهان": الحكومة الحالية مسؤولة عن انقطاع الكهرباء
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، حملت الحكومة مسؤولية أزمة انقطاع الكهرباء، وقالت إن مسؤولي حكومة بزشكيان التزموا الصمت حيال هذه الأزمة، ولم يبينوا ما هي العوامل الأساسية وراء قرار الحكومة بوقف استخدام المازوت في 3 محطات كهربائية، ما أدى إلى اضطرار الحكومة ولجوئها للقطع المجدول للكهرباء المنزلي في عموم إيران.
الصحيفة نفت أن يكون السبب هو ما ذكرته الحكومة، ونقلت ما ذكره مركز البحوث التابع للبرلمان في تقرير له، أن سبب قرار الحكومة بقطع الكهرباء هو انخفاض احتياطيات الديزل والمازوت في محطات الكهرباء، وكذلك زيادة اختلال توفر الغاز.
"ابتكار": أزمة الكهرباء قديمة وأصبحت اليوم مكشوفة للجميع
أما صحيفة "ابتكار" الإصلاحية فنقلت كلام الخبير في شؤون الطاقة رضا غبيشاوي، الذي أكد أن إيران كانت ومنذ سنوات مضت تعاني من أزمة وشح في الكهرباء، لكن هذه الأزمة لم تكن مكشوفة مثل اليوم.
وأضاف الكاتب: انقطاع الكهرباء عن المنازل هو أفضل طريقة لجعل الأزمة أكثر ظهورا من أجل البحث لها عن حلول جذرية، فقد أصبح الجميع اليوم، حكومة وشعبا، يدركون أن البلاد تواجه أزمة في هذا القطاع، ومن الضروري العمل على حلها.