رغم تهديدات الحرس الثوري.. الحكومة والبرلمان في إيران يرسلان "إشارات إيجابية" لواشنطن

Thursday, 11/14/2024

مع فوز ترامب، بدأ مسؤولو حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في إرسال "إشارات إيجابية" لواشنطن، وتراجع البرلمان عن مطالبه بتغيير العقيدة النووية، فيما واصل الحرس الثوري الإيراني إصدار تهديدات حادة ضد إسرائيل وأميركا، والتي لم يتم تنفيذها بعد.

وفي لقاء مع أسرة أحد أفراد الجيش الإيراني الذي قُتل في الهجوم الإسرائيلي على إيران، قال عبد الرحيم موسوي، القائد العام للجيش الإيراني: "بالطبع سوف نرد بقوة على النظام الصهيوني".

وأضاف: "نحن من سيحدد توقيت وطريقة الرد على إسرائيل، وعندما يحين الوقت لن نتأخر، وسوف يكون ردنا قاسيًا".

وفي السياق، قال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، خلال "مناورات نصر الله" التي أُقيمت اليوم الخميس 14 نوفمبر (تشرين الثاني): "سوف ننتقم.. فانتظروا"، مؤكدًا: "نحن معكم حتى النهاية، ولن نسمح لكم بالهيمنة على مصير المسلمين".

فيما قال علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري، في مراسم أقيمت بمدينة "قم" بمناسبة مرور 40 يومًا على وفاة حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله: "يجب على الجميع أن يساهم في مساعدة جبهة المقاومة ومكافحة جبهة الكفر"، مؤكدًا أن "الثورة الإسلامية لم تترك أي شرير دون أن ترد عليه، وسوف نرد على هذا الهجوم الإسرائيلي بشكل مؤلم".

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية سيؤثر على سياسة إيران، قال فدوي: "لا فرق في شر النظام الغربي، وليس لدينا تمييز في التعامل مع أي أحد في هذا الشأن".

إشارات إيجابية

وتصدر هذه التصريحات التهديدية في الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون الحكوميون الإيرانيون لإرسال "إشارات إيجابية" إلى واشنطن بعد فوز ترامب.

وقد أشار عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إلى لقائه مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي زار إيران بدعوة من النظام الإيراني، وكتب على شبكة "إكس" قائلًا: "نحن مستعدون للتفاوض على أساس مصالحنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتفاوض، لكننا لن نفاوض تحت الضغط والتهديد".

وفي وقت سابق، يوم الثلاثاء 12 نوفمبر (تشرن الثاني)، أكد الرئيس مسعود بزشكيان، في اجتماع مع عدد من وزراء الخارجية السابقين، أنه يجب "التعامل مع الأصدقاء بلطف ومع الأعداء بحذر"، دون الإشارة إلى فوز ترامب.

وأضاف: "أعتقد أنه حتى بالنسبة للولايات المتحدة، سواء أردنا أم لا، فإننا في النهاية سوف نواجهها في الساحة الإقليمية والدولية، ومن الأفضل أن ندير هذا الملف بأنفسنا".

وفي الوقت الذي تتضح فيه سياسة ترامب الإيجابية تجاه إسرائيل، وكذلك سياسته المتشددة تجاه طهران في تشكيل حكومته، فإن حكومة بزشكيان تتعامل بحذر مع فوز ترامب.

ومن جهة ثانية، فإن محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية ووزير الخارجية السابق في حكومة حسن روحاني، الذي كانت له علاقات جيدة مع إدارة باراك أوباما، طالب على حسابه في شبكة "إكس" ترامب ونائبه جي دي فانس بالتمسك بوعدهما بعدم الانخراط في الحرب.

وفي 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، أكد عراقجي، في تصريحات للصحافيين بعد اجتماع مجلس الوزراء، أن "بعض الخلافات التي لدينا مع الولايات المتحدة هي خلافات جوهرية وقد لا تكون قابلة للحل، لكن يجب أن ندير الأمور بحيث نقلل التكاليف والتوترات"، مشددا على أن "قنوات الاتصال بين إيران والولايات المتحدة دائمًا موجودة".

البرلمان يغير مواقفه

وبعد الهجوم المباشر لإسرائيل على مواقع إيرانية في عملية "أيام الحساب"، تحدث بعض المسؤولين الإيرانيين مرارًا عن احتمال تغيير العقيدة النووية للنظام الإيراني والتوجه نحو صنع قنبلة نووية.

لكن هذه التهديدات تضاءلت بعد فوز ترامب، حتى جاء يوم 14 نوفمبر عندما قال أبو الفضل ظهره‌ وند، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني: "إذا كان هناك أي تغيير في العقيدة النووية لإيران، فسيتم اتخاذ القرار في أعلى المستويات بمجلس الأمن القومي، وليس حتى في لجنة الأمن القومي بالبرلمان، بل في أعلى المستويات".

وأصر ظهره‌ وند على أن "المرشد علي خامنئي قد أعلن الموقف الرسمي والثابت لإيران وأكد عليه"، مضيفًا: "لا أعرف ما الذي يهدف إليه من يتحدث عن تغيير العقيدة النووية، ربما هذا الشخص جاهل أو يريد ممارسة ضغوط على إيران".

وفي 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي قبل أقل من شهر من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعث 39 نائبًا في البرلمان الإيراني رسالة إلى مجلس الأمن القومي طالبوا فيها بتغيير العقيدة الدفاعية، بينما طالب أحد النواب بشكل صريح بصنع سلاح نووي.

مزيد من الأخبار