أعلن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، خلال لقائه مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه "لا يوجد مسار منطقي سوى التفاوض لحل المشاكل". وأضاف أن "مسار المواجهة قد جُرِّب من قبل، ويمكن تجربته مرة أخرى، ولكن هذا المسار لم يأتِ بنتائج إيجابية".
وأشار عراقجي إلى أن القرارات الدولية لم تساعد في حل القضايا، بل أدت إلى تعقيد المسائل أكثر، وزادت من "القلق" لدى الدول التي أصدرَت تلك القرارات.
وفقًا لوكالة "رويترز"، فإن القوى الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تسعى لاستصدار قرار ضد إيران خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، بهدف الضغط على إيران لتعزيز تعاونها النووي.
وقد التقى غروسي اليوم الخميس بعراقجي ومحمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وكان غروسي قد وصل إلى طهران مساء الأربعاء، حيث استقبله بهروز كمالوندي، نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. ومن المقرر أن يلتقي أيضًا بمسعود پزشكيان، رئيس الحكومة الرابعة عشرة، وأن يقوم بزيارة لمنشأتي نطنز وفردو النوويتين.
الضغوط الأوروبية لتمرير قرار ضد إيران
تأتي زيارة غروسي إلى طهران قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، حيث تعمل القوى الأوروبية الثلاث على استصدار قرار جديد ضد إيران في المجلس. ويهدف القرار المقترح إلى دعوة الوكالة لتقديم تقرير شامل عن الأنشطة النووية الإيرانية، بما يتضمن الإشارة إلى المسائل الحساسة والإشكالات غير المفسرة، مثل وجود آثار لليورانيوم في مواقع غير مُعلنة.
وقد يشكِّل هذا التقرير الشامل أساسًا لفرض قيود جديدة على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات. ويخشى دبلوماسيون غربيون من أن ترد إيران على هذا القرار بزيادة أنشطتها النووية أو تقليص التعاون مع الوكالة.
ردود فعل إيران على القرارات السابقة
ردت إيران على القرارات السابقة والانتقادات الصادرة عن مجلس المحافظين بتكثيف أنشطتها النووية ومنع مفتشي الوكالة من الوصول إلى بعض المنشآت. وتعمل طهران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 على زيادة تخصيب اليورانيوم، في وقت يرى الغرب أن هذا النشاط يمثل خطوة محتملة نحو امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، رغم تأكيد إيران أن هدفها الوحيد هو الاستخدام السلمي للطاقة.
جهود غروسي لتعزيز التعاون الإيراني
وعلى مدار الأشهر الماضية، سعى غروسي مرارًا لتعزيز التعاون مع إيران فيما يخص الإشراف على المنشآت النووية وتقديم توضيحات بشأن آثار اليورانيوم في المواقع غير المعلنة. ومع ذلك، لم يحرز أي تقدم ملحوظ. وأكد غروسي في تصريحات سابقة له قبل زيارته لطهران أنه لا يزال غير قادر على إطلاع المجتمع الدولي على تفاصيل واضحة حول الأنشطة الإيرانية، وقال: "لا أستطيع بعد أن أخبر المجتمع الدولي بما يحدث في إيران على وجه التحديد. نحن في وضع صعب، لذا يتعين على إيران أن تساعدنا حتى نتمكن من مساعدتها".
زيادة تخصيب اليورانيوم والقلق الغربي
منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، كثفت إيران من أنشطتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من 60 في المائة، وهي نسبة قريبة من 90 في المائة المطلوبة لصنع سلاح نووي. ومع ذلك، تؤكد إيران أن أهدافها النووية تقتصر على الاستخدامات السلمية للطاقة فقط.10:00